إذاً كما رأينا، الأنظمة الديناميكية قادرة على إنتاج سلوك مشوش: غير دوري، غير متوقع،نتائج غير منتظمة. لكن يوجد في العالم يوجد أكثر بكثير من مجرد الشواش: أكثر من مجرد عدم القدرة على التنبؤ. ولذلك لحسن الحظ يوجد أنماط، يوجد بنية، يوجد تنظيم - نعم وشواش، وعشوائية، وعدم القدرة على التنبؤ، وتأثير الفراشة أيضاً، لكن العالم حولنا هو مزيج مثير للإهتمام جداً من الأنماط والشذوذية. قد نسأل: كيف تنشأ هذه الأنماط، من أين يأتون، كيف يتشكلون؟ بما أنّ العديد منهم يبدو قد تمّ تشكيله بدون أي تصميم أو أي توجيه. حيث في قوانين نيوتن - القوانين الأساسية للكهرومغناطيسية، معادلات ماكسويل... لأنّ العالم في الأساس مُنشأ من جسيمات بسيطة - كيف ننتج هذه الظواهر المعقدة بشكل لا يصدق مثلك أنت ومثلي وكل ما يحيط بنا؟ ولذلك، لا أعتقد أنّ الأنظمة الديناميكية تجيب ذلك السؤال بالطبع، لكن ألقيت الضوء بعض الضوء عليها لأنّها تقول أنّ الأنظمة التكرارية كالتوابع التكرارية أو الأنظمة الديناميكية مثل المعادلات التفاضلية أو المعادلات التفاضلية الجزئية التي درسناها في هذه الوحدة - التي تنفذ تكرار التغذية المرتجعة لنفسها، تكرار الشيء ذاته مراراً وتكراراً لديها بعض الإبداع المفاجئ فيها. حيث أنّ تلك تنفذ تكرار، يمكنك أن تأخذ عملية بسيطة ومكونات بسيطة ونّخرج الأشياء التي قد لا تكون بسيطة جداً. إذاً ربما يستطيع أن يبدأ هذا أن يلقي الضوء، أو إنّه حدس هام وإدراك، بينما نفكر بالأنماط والبنيات حولنا وكيف قد تنشأ. دعوني أعطي بضعة أمثلة لتوضيح ما أعنيه بنشوء الأنماط بدون توجيه. إذاً، المثال الأول هو البناء الذي يتواجد به مكتبي في جامعة The Atlantic. إنّه بناء معروف بـ "الأبراج" لأنّ لديه الكثير من الأبراج عليه. ولقد كان هذا البناء مصمَّماً كمعظم الأبنية. شخصٌ ما صمَّمه، في الواقع أعرف من كان... لم أعرفه شخصياً، لقد كان منذ وقتٍ طويل. كان Bruce Pryce المهندس المعماري لهذا البناء هنا في ماين. على ما يبدو إنّه مهندسٌ معماري مشهور. لقد بنى Le Chateau Frontenac، فندق Frontenac في مدينة Quebec، معلم مشهور جداً بحيث إذا سافرت لهناك في أيّ وقت، عيك رؤيته بالتأكيد. إنّه فندق كبير على الجرف. إذاً فندق الأبراج، إنّه هيكل معقد، إنّه منقوش إنّه بناء عظيم: بناء قديم جميل. مكتبي هو النافذة الثانية على اليسار هناك. إنّه موقع رائع. هذا بالتأكيد نمط - بنية نوعاً ما. مكتبي... حسناً مكتبي فوضى... لكن البناء ليس فوضى. وإنّه ليس مفاجئاً جداً لأنّ أحدٌ ما بنى هذا لكي لا يكون فوضى. من ناحية أخرى إذا نظرت خارج نافذة مكتبي ومددت عنقك قليلاً فقط أو تلفت حولك من حيثما كانت لصورة الأبراج تلك، سوف ترى هذه الشجرة. إنّها شجرة Copper Beech، وإنّها شجرة جميلة بشكلٍ مذهل. لا أعرف كم عمرها، لا أعتقد أنّهم محليين لهنا. في الصيف لديهم أوراق بنفسجية تقريباً - إنّها نحاسية، إنّهم أغمق من الأوراق العادية، لكن بنية الشجرة في الثلج والتي هي كما تبدو الآن تقريباً لأنّها كانت تثلج لأشهر وأشهر، هي هذه البنية المذهلة. مجدداً إذا نظرت لهذه الشجرة ولم تقل شواش - نعم يوجد بعض عدم الانتظام. إذاً من قام بصنع الشجرة؟ ذلك أقل وضوحاً. لم تُصمّم بواسطة مهندس معماري كما صُمّم البناء. قد يكون هناك بعض التصاميم في الحمض النووي، لكن هناك حتى المزيد من عملية حيوية - شيءٌ ما، كالشجرة ينمو، على الأرجح أنّ الشجرة لا تدقق بعض الخطط الرئيسية: بعض المخططات. بينما كانت يُبنى فندق الأبراج، بينما كانوا يضعون القرميد معاً، أحدٌ ما كان يدقق المخططات أو الخطط الرئيسية. إذاً ها هنا مثال، الشجرة، نمط ، بما يعنيه، لم يبنى بالطريقة التي بني بها بناء مكتبي. ها هنا مثال آخر. هؤلاء سُحب طبقية. هؤلاء الصور من صديق وزميل في العمل ، Sarah Hall، التي تدرّس علم طبقات الأرض (جيولوجيا) هنا في جامعة The Atlantic. لقد أخذت هذه الصورة، وأحدٌ ما يستطيع أن يرى بنية رائعة، في الواقع سارة تخبرني هؤلاء من حمل حراري يرتفع في الغلاف الجوي حيث توجد الغيوم وإنّهم يشكّلون هذه البنية. إذاً مجدداً، قد تسأل "حسناً من صنع هذا؟" آمل أنّ ذلك السؤال يبدو سخيفاً تقريباً. لا أحد صنع هذه الغيوم، قد قامت السحب بشيئها الخاص وإنّهم لا يفكرون بأنماط على الإطلاق، إنّهم فقط يمتثلون لقوانين الفيزياء البسيطة تماماً كما تمتثل معادلات التفاعل والانتشار لقوانين الفيزياء البسيطة التي كتبناها، أو قوانين الكيمياء البسيطة، ونحصل على هذه الأنماط في نظام التفاعل والانتشار ليست بهذا الإختلاف من هذه الأنماط التي رأيناها في السحب. إذاً هنا، إنّها حالة نظام ذاتي واضح. إنّه ليس نظام من فوق: لا تشير السحب إلى أي تقويم للسحب، أو خطة رئيسية، أو مخطط سحب. إنّه يقوم بشيئه الخاص فقط، يتبع قوانين الفيزياء، معادلات تفاضلية، ويكرر نفسه، وتنشأ هذه الأنماط: تظهر. مثال واحد أخير، جامعة The Atlantic هي بجانب منتزه Acadia National والذي فيه جبل Cadillac، والذي في الواقع ليس جبلاً بمعظم المقاييس إنّه ليس بهذا الطول، لكن المنظر منه لا زال مذهلاً جداً. هذا منظر من قمة جبل Cadillac . الجامعة... لا أعتقد أنّك يمكنك رؤيته في هذه الصورة، لكنه بأسفل التلة. لكن مجدداً، ستنظر لهذا المنظر الطبيعي وتقول، " حسناً من صنع هذا؟" ومجدداً، يبدو أنّه سؤال سخيف نوعاً ما. كل أنوع العمليات الجيولوجية صنعت هذه التلة والتلة تطل على شبه جزيرة أخرى، وثمّ هناك مجموعة من الجزر، ويستطيع أحدٌ ما أن يرى منطقة مستنقع إذا نظرت بحذر، مع القليل من الجدوال المائية المتبعثرة. على أي حال، إذاً كل هذا النمط.... لم تكن لتنظر لهذا وتقول "إنّها مجرد فوضى". كل هذا النمط والبنية لا بد أنّها تأتي من مكانٍ ما. تقترح الأنظمة الديناميكية أنّ ليس أنّ الأنماط سهلة الصنع، لكن ربما بعض الأنماط في الواقع سهلة الصنع، وأنّهم يستطيعون أن ينشأوا لوحدهم بدون مُصّمم أو خطة رئيسية. إذاً أظن أنّ درساً واحداً سآخذه من هذا كالتالي. إذا رأينا في دراسة الأنظمة المعقدة، نتيجة على شكل نمط من نوع ما أو سلوك منظم، ربما في نظام حيوي أو نظام اجتماعي، قد يكون دافعنا لنسأل، خاصةً في النظام الإجتماعي، "من بنى ذلك، من فعل ذلك، من صنع ذلك، لماذا يحدث ذلك"، بافتراض أنّه يوجد هدف أو تصميم من نوع ما. وبالفعل قد يكون ذلك ، كان هناك بعض القصد... أياً كان النظام نظام اجتماعي ما... في إنتاج تلك النتيجة. لكن دراسة الأنظمة الديناميكية تشير إلى أنّ أحدٌ ما يستطيع أن يحصل على نتيجة نمطية أو منظمة بدون تصميم، أو غاية، أو قصد. ممكن للأشياء أن تكون نظام ذاتي. أحياناً نستطيع أن نحصل على ترتيب، أو أنماط، أو هياكل مجاناً، إذاً مجدداً، أحد موضوعات الدورة - هو أنّ الأنظمة التكرارية البسيطة/ الأنظمة الديناميكية البسيطة، لا تملك بالضرورة سلوك بسيط. الأنظمة الحتمية يمكن أن تتصرف بشكل لا يمكن التنبؤ به وغير دوري وتستطيع الأنظمة البسيطة أيضاً إنتاج أنماط ونتائج لسعة مفاجئة وتعقيد. إذاً يجلبنا هذا إلى نهاية الوحدة التاسعة وإنّها نهاية الدورة تقريباً. في الوحدة العاشرة والتي ستكون الوحدة الأخيرة، سوف ألخص بعضاً مّما غطيناه حتى الآن وسنحاول أن نشير لبعض الإستنتاجات ونتناول معاً بعض الموضوعات. كجزء من هذا، سأدبر بضع المقابلات مع باحثين آخرين ومدرسين في مجالات الأنظمة الديناميكية والشواش لنحصل على وجهات نظر مختلفة ونشير لبعض الأفكار. إذاً سنراكم الأسبوع القادم في الوحدة العاشرة.